تابع خلاصات الموقع الخلاصات

حتمية الإتجاه للواحات ا.د.م/ حماد عبدالله

الكاتب : | بتاريخ : 17-05-2025 | التعليقات (0)
حتمية الإتجاه للواحات ا.د.م/ حماد عبدالله

حتمية الإتجاه للواحات
ا.د.م/ حماد عبدالله

منذ أواخر السبعينيات وإهتممت بتجربة الراحل “جمال عبد الناصر” فى تنمية “واحات مصر الغربية” (أمل مصر فى التنميه المستدامة) وكان إهتمامى نابعًا من قرارات وزيارات للمنطقه، ودراسة لما تم منذ عام 1958
وبالضبط مساء يوم 23 ديسمبر فى مدينة بورسعيد، وإحتفال مصر فى هذا الوقت بعيد النصر (اليوم الذي نسيناه)، حينما وجه عبد الناصر فى خطابه بهذه المناسبه نظر المصريين، والعالم إلى أن هناك مستقبل جديد للتنميه فى بلادنا فى منطقة أطلق عليها الوادى الجديد، وهى تمثل 48.6% من مساحة أرض مصر كلها 1000كيلو متر مربع
ووجهت الدوله إهتماماتها إلى هذه المنطقه ( القديمة فى التاريخ المصرى ) حيث كانت هدفا للإستعمار سواء كان الفارسى أو القادم من غرب البلاد من ليبيا أو من الجنوب من السودان
وكانت واحات مصر الغربية تقع على أهم طرق التجارة العالمية القديمة، وهى ما تعرف بإسم “درب الغبارى” وهي من الخارجة إلى سيوة شمالًا، مرورًا بالواحات الداخلة وواحة الفرافرة، ثم إلى سيوة حيث تلتقى القوافل القادمة من شمال غرب إفريقيا وتلك القادمة من شمال شرق إفريقيا وهو ما كان يعرف “بطريق الحرير العظيم” الناقل للتجارة من جنوب شرق أسيا مرورًا بالشام ثم ينتهى للتبادل فى أكبر مركز للقوافل ” واحة سيوة ”
وكان الطريق الناقل للقوافل من الجنوب ياتى من “دنقلة” فى السودان إلى منطقة جنوب مصر والمعروفة اليوم بـ”توشكى” ثم “دوش، وباريس”، وهى قرى أخذت أسمها من القائد الفارسى “قمبيز ” الذي انفصل عن جيش “داريوس الأول” وإتجه جنوبًا، وقتلته وجيشه، العواصف الرملية وسميت الواحه بإسمه “بيريز” ثم “باريس” كما تعرف اليوم ،وهذا تاريخ مسجل فى موسوعات مختلفة،

وتعرضت للمنطقه، وأهم من بحث فيها الأثرى العظيم المرحوم الأستاذ الدكتور “أحمد فخرى”، ومعه العالم المعمارى المرحوم “حسن فتحى”.
نعود لبرامج التنميه التى نفذها المرحوم “جمال عبد الناصر” فى الوادى الجديد، حيث حُفِرتْ الأبار، وأنشِئَتْ القرى التى “هُجِرَّ” إليها الفلاحون من صعيد مصر، وأهمهم “عمال التراحيل”، وهم الذين لا يمتلكون أراضى ويعملون كأجراء فى الزراعة، ذهبوا إلى هناك فى معسكرات، ومن ثم تملكوا منازلهم فى قرى سميت كلها بأسماء دول ومدن عربيه، إيمانًا من “جمال عبد الناصر” بالقوميه العربيه، وأنها هى الحل الأمثل لإستغلال موارد الدول العربيه من أجل تنمية الوطن العربي.
لكن للأسف الشديد، سقطت تلك النظريه بسقوط “جمال عبد الناصر يوم 5 يونيو 1967 حينما تأمرت الدول الغربية مع إسرائيل ” للقضاء على ظاهرة “جمال عبدالناصر” فى الوطن العربي، ورغم أن الوفاة الحقيقية للزعيم “عبد الناصر” كانت مساء يوم 28 سبتمبر 1970، إلا أنه فى الحقيقه كانت هزيمة 5 يونيو 1967، هى الضربه القاضية للبطل، ومع ذلك ومع تنحيه عن السلطة بإراده منفردة، فقد أعاده الشعب المصرى بإراده شعبية حرة وجارفة إلى قيادة الدولة، وإعادة بناء القوات المسلحة وإعادة الروح للوطن، وخوضنا لحرب إستنزاف عظيمة سجلها التاريخ الحربى فى العالم، إلى أن إنقض جيش مصر بقيادة المرحوم أنور السادات على الضفة الغربية للقناة وقطع الذراع الطولى للعدو الإسرائيلى فى 6 أكتوبر 1973 !!
بدأت جحافل الفلاحون المصريون مع البطل الموكل اليه قيادة التنمية فى الوادى الجديد وهو “اللواء الجغيلى” وكانت قرى بغداد وفلسطين والمنيره، والمحاريق وأبو طرطور والزيات، وباريس، فى واحة الخارجة، وحفرت الأبار فى واحات تنيده وبلاط وسمنت والباشندى، وموط، والقصر، والمزوقه والراشديه عشرات من القرى إنشئت، وبدأت الأرض تنتج أعظم المحاصيل الإستراتيجيه من قمح وأرز وبصل، وقطن،
بالإضافه إلى المحصول الرئيسي “البلح”، فكان أن أنشىء مصانع لتجفيف البلح والخضروات وأنشىء مصنع للزجاج والفخار، ولم يأخذ المشروع أنفاسه الأولى فسرعان ما وقعت الحرب فى يونيو 1967 كى تقف كل مخططات التنميه، المستدامة، ولنعيد بناء القوات المسلحة وكان شعار المرحلة “يد تبنى ويد ترفع السلاح”

أضف تعليقك